أصبح قطع روسيا لإمدادات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي حقيقة واقعة.
ولم يعد انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا بأكملها مجرد كلام. بعد ذلك، تكمن المشكلة الأولى التي يتعين على الدول الأوروبية حلها في إمدادات الغاز الطبيعي.
جميع السلع الأساسية في العالم هي مشتقات من البتروكيماويات القائمة على الغاز الطبيعي والنفط الخام.
تقع ثاني أكبر قاعدة تكامل كيميائي في العالم (مجموعة BASF الألمانية) في لودفيغسهافن، ألمانيا، وتغطي مساحة 10 كيلومترات مربعة من المجمع الصناعي، وقد تم افتتاح 200 مصنع إنتاج، وسيصل استهلاك الكهرباء في عام 2021 إلى 5.998 مليار كيلوواط ساعة، وسيصل إمداد الطاقة من الوقود الأحفوري إلى 17.8 مليار كيلوواط ساعة، وسيصل استهلاك البخار إلى 19000 طن متري.
يستخدم الغاز الطبيعي في المقام الأول لتوليد الطاقة والبخار، ولصنع المواد الكيميائية الأكثر أهمية مثل الأمونيا والأسيتيلين.
يتم تقسيم النفط الخام إلى إيثيلين وبروبيلين في وحدات تكسير البخار، والتي تدعم ستة من خطوط إنتاج شركة BASF، وسيؤدي إغلاق مثل هذا المصنع الكيميائي الكبير إلى فقدان الوظائف أو تقليص ساعات العمل لحوالي 40 ألف عامل.
تُنتج هذه القاعدة أيضًا 14% من فيتامين (هـ) و28% من فيتامين (أ) في العالم. ويُحدد إنتاج إنزيمات الأعلاف تكلفة الإنتاج وسعر السوق العالمية. ويمكن استخدام ألكيل إيثانولامين في معالجة المياه وصناعة الدهانات، بالإضافة إلى معالجة الغاز، وتنعيم الأقمشة، وصناعة معالجة المعادن، وغيرها من المجالات.
تأثير شركة باسف على العولمة
تتواجد مجموعة BASF في لودفيغسهافن، ألمانيا، وأنتويرب، بلجيكا، وفريبورت، تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، وجايسمار، لويزيانا، ونانجينغ، الصين (مشروع مشترك مع شركة سينوبك، بحصة متساوية 50/50)، وكوانتان، ماليزيا (مشروع مشترك مع شركة النفط الوطنية الماليزية). وقد أنشأت المجموعة فروعًا وقواعد إنتاجية.
بمجرد أن يتعذر إنتاج وتوريد المواد الخام في المقر الرئيسي الألماني بشكل طبيعي، سيمتد التأثير إلى جميع القواعد الكيميائية في العالم، وستعاني جميع المنتجات المصنعة من المشتقات من نقص في المعروض، وحينها ستكون هناك موجات من ارتفاع الأسعار.
على وجه الخصوص، تستحوذ السوق الصينية على 45% من حصة السوق العالمية. فهي أكبر سوق للمواد الكيميائية، وتسيطر على نمو الإنتاج الكيميائي العالمي. لهذا السبب، أنشأت مجموعة BASF قواعد إنتاج في الصين في وقت مبكر. فإلى جانب قواعدها المتكاملة في نانجينغ وغوانغدونغ، تمتلك BASF مصانع في شنغهاي وجياشينغ بمقاطعة تشجيانغ، كما أسست مشروعًا مشتركًا باسم شركة BASF-Shanshan لمواد البطاريات في تشانغشا.
تكاد جميع احتياجاتنا اليومية أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمنتجات الكيميائية، وتأثيرها يفوق تأثير نقص الرقائق الإلكترونية. وهذا بالتأكيد نبأ سيئ للمستهلكين، لأن جميع السلع ستشهد ارتفاعًا حادًا في الأسعار، مما سيزيد بلا شك من معاناة الاقتصاد الذي يعاني أصلًا من آثار الوباء.
تاريخ النشر: 19 أكتوبر 2022